Pages

0

عَشَرةٌ .. صنعوا أحداث 2010




"كغيره كان" عام 2010 المنتهية أيامه .. واحد من السنوات الساخنة فى ديوان الحياة المصرية فى هذا القرن الجديد .. فعالمنا التى تغيرت معالمه صار "أكثر ضيقا" .. حتى تلاصقت التأثيرات الخارجية مع الداخلية .. وكأن ضربة جناح الذبابة فى القطب الشمالى .. لها تأثير فى أقاصى صعيد البلاد .. كما أصبح عالمنا "أكثر رحابة" فى استيعاب الأحلام .. فإنتشار المعرفة والثقافة والتكنولوجية .. جعل انتقال الأحلام أسرع .. حتى وان تباطأ تنفيذها من موطن لأخر على ظهر الكوكب.
لم تكن فى احداث العام نقاط فارقة .. لكن كل احداثه – تقريبا – يمكن اعتبارها خطوة أدت الى أخرى .. وبين تلك الخطى .. ظهر دائما صناع الاحداث، لأنهم هم من حركوا مؤشرات الحركة فى مصر .. بين الصعود والهبوط .. وهم من صاغوا واقعا .. ترتب عليها وقائع أخرى .. وفى تلك السطور سنرصد أكثر عشرة وجوه كانت الاكثر إنتشارا وتأثيرا فى مصر خلال عام مضى .. انهم الرجال العشر صانعى الأحداث فى عام 2010.
0

الخطايا العشر .. بين ناصر .. والأمريكان



على مدى خمسة عشر عاما، بقيت فيها ثورة يوليو متماسكة وقوية (1952 1967)، مرت علاقة الثورة والثوار وعلى رأسهم جمال عبد الناصر بالولايات المتحدة الامريكية بمنحنيات شديدة التعقيد صعودا وهبوطا، بدأت بدعم البيت الابيض للثورة، وانتهت بانحياز امريكى شامل لاسرائيل ضد العرب جميعا ومصر بالتحديد وعلى رأسها ناصر، فكيف تحولت امريكا من دولة لا تورد اسلحة الى اسرائيل حتى بداية الستينات، الى اكبر مورد للاسلحة الى تل ابيب، وحامى حماها فى الارض والجو ودرعها القوى داخل الامم المتحدة.
البداية المشجعة للعلاقات الامريكية بالثورة تمثلت فى ابداء حسن النية من الطرفين تجاه الاخر، فجمال عبد الناصر حاول من جانبه اقامة صداقة مع الامريكان عقب قيام الثورة مباشرة، وقام بابلاغ الموقف للسفارة الامريكية التى كان لها صلة ما بضباط الاحرار قبل الثورة، وارسل على صبرى قائد الاسراب للسفارة الامريكية لطمأنتهم على ارواحهم ومصالحهم، تحييد الجانب الامريكى حتى لا يكون عائق فى وجههم، فى المقابل لم يقف الرئيس الامريكى "ترومان" موقفا حياديا من الثورة فقط،بل ساندها، معلنا ان امريكا لن تؤيد تدخلا اجنبيا فى مصر لانقاذ الملكية.
ومع هذه النوايا الطيبة والبدايات المبشرة ترى ما الذى وصل بالعلاقة بين الطرفين الى حد الازمة، او لو شأنا الحديث بشكل اكثر دقة ما هى الخطايا العشر التى ارتكبها الجانبين، الى ان اصبحت امريكا هى العدو الاكبر لمصر بعد اسرائيل، واصبح الخلاص من جمال عبد الناصر هو الهاجس الاول لكل من سكن البيت الابيض.